أحباب المحمدية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أحباب المحمدية

منتدى شاملة و متنوعة - تربية و تعليم - ثقافة نقاش- برامج - رياضة - ترفيه. منتدى فيه إن شاء الله كل ما هو مفيد


    لقاء بين دمعتين

    rebelde
    rebelde
    مراقب عام
    مراقب عام


    ذكر عدد المساهمات : 158
    تاريخ التسجيل : 02/10/2010
    العمر : 36
    الموقع : barigou
    المزاج المزاج : (•̪●)

    لقاء بين دمعتين Empty لقاء بين دمعتين

    مُساهمة  rebelde الأربعاء نوفمبر 17, 2010 6:59 pm

    لقاء بين دمعتين 20061113210533150dr7


    لقاء بين دمعتين

    هكذا شاءت الأقدار ، أن يغشى نور الصباح ظلمة الليل التائه ، وتومض الذكريات الجميلة بألقها الباعث على الحياة لتفجّر الأمل في واقع الحاضر الكئيب ، فيتجلّى بنور تداخل تلك المشاعر الصامتة ، لقاء يشهد له الخيال بندرة الوجود على سهول هذه الأرض ، لكنّه يأبى إلا أن يتمّ على ملامح خدٍّ احتضن سحر تلك المواجهة.

    لقاء بين دمعتين حائرتين متوازيتين في حوارٍ غريب ، كلؤلؤتين فريدتين و متشابهتين في الصفاء والبريق ، لكنّهما متباينتين في الانفعالات و المشاعر ، إنهما دمعتي الحزن والفرح..

    نظرت كلّ واحدةٍ إلى الأخرى بدهشةٍ وحيرة حتى تفجّر الصمت بهمسات الحوار الخافتة..


    دمعة الحزن:
    سمعت عنك الكثير يا دمعة الفرح ولم تسنح لي الفرصة بشرف لقائك من قبل ، وإن كنت تماثليني بخواصك السائلة الرشيقة فاعلمي أنّ ما بداخلي من العواطف الغارقة ما يخفى عن أعماقك أيتها القطرة الصغيرة الصافية.


    دمعة الفرح:
    والله ما أكون يا دمعة الحزن سوى عصارة لقاء أحاسيسٍ رقيقة تمازجت بنسائم الروح المضطربة وارتقت بها إلى حدود الخفّة والسموّ حتى انفرجت أسارير الجسد ، فكنت اللؤلؤة البرّاقة على الخدود النضرة والمنارة الدالّة على إشراقة السعادة ، أتدحرج بلا تمهّل حتى أغرق في ثنايا نفسٍ مطمئنّة لأسّتمدّ منها النّور وأمدّها بالفرح من جديد.


    دمعة الحزن:
    إنني رمز الحقيقة أيتها الدمعة المتفائلة ، وإنّ مشاعر القلق والخوف والألم التي أوجدتني أودعت في داخلي أسرارا" عصيّة" على العقول ، حتى استغاث البحر من غموضها و اعتذرت أعماقه عن ضمّها إلى أسراره ، فأنا القطرة العجيبة التي تحتضن من ألوان الأحاسيس ما يعجز عنه الإحصاء والعدد ، أسيل ببطءٍ وشرود على خدّ إنسانٍ ممزّق ، لتغوص في ذاكرتي صور الحزن القاتمة التي أرتشفها من معالم بشرته اليائسة حتى ألامس تراب الأرض فيستجير بلهيبي الحارق..


    دمعة الفرح:
    أتيت إليك من ذكريات الماضي الجميلة يا دمعة الحزن ، أخبّئ بين جوانحي نورا" يتلألأ في عالمي الصغير ، لكنّه ينتثر كأشعة شمس الربيع الدافئة ليبدّد ظلماتك الحالكة الموحشة ، فننير معا" درب الحاضر والمستقبل..


    اقتربت دمعة الفرح من صديقتها الحزينة واستأذنتها بالمرافقة إلى المجهول ، فانصهرت الدمعتان بعناقٍ حميم ، لتتغلّب قبسات نور ذكريات الماضي المشرقة على ظلمات الحاضر،فأضحى الطريق إلى المستقبل ممهّد بزهورٍ ذات ألوانٍ شتّى تتفتّح عند كلّ ميلادٍ لهذا اللقاء ، وأشواكٍ جارحةٍ دامية عند كلّ لحظةٍ من لحظات الفراق التي تسقى بدموع الحزن والألم.

    منقول

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 28, 2024 9:27 am